أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟














المزيد.....

لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 08:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رأيي عن الأستاذ عبدالرحمن الراشد أنه من الكتاب المؤمنين بالعلمانية والديمقراطية الليبرالية، و المدافعين عن العراق الجديد، والناصح لقادته السياسيين الجدد لما فيه الخير للعراق منذ حصول التغيير الجذري فيه عام 2003. لذلك استغربت من مقاله الأخير الموسوم (خيار العراقيين: نموذج إيران أم الخليج) في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية في عددها الصادر يوم 18/2/2009، (وأعادت إيلاف نشره) وكأن لا خيار للعراق إلا أحد هذين النموذجين، إما النموذج الإيراني أو الخليجي. لذا أؤكد هنا وكما جاء في تعليق عدد من القراء في إيلاف والشرق الأوسط على المقال المذكور، أن العراق بتبنيه النظام الديمقراطي يرفض تقليد إيران والدول الخليجية على حد سواء، لأنه هو النموذج الديمقراطي الأفضل الذي يجب على شعوب المنطقة تبنيه، وليس العكس.

وقد عبر الكاتب عن قلقه من "... إذاعة نبأ مشروع تسلح كبير يهدف إلى إعادة بناء القوة العسكرية العراقية، بقيمة خمسة مليارات دولار." الأمر الذي دفعني لوضع تعليق قصير باسمي الكامل في ذيل مقال الراشد، مع الاحتفاظ بحقي في تخصيص مقال مستقل في الرد عليه بشكل مفصل. ولكن مع الأسف الشديد، رفضت "الشرق الأوسط" نشر التعليق لحد كتابة هذه السطور، بينما نشرته إيلاف باسمي الأول فقط لسبب لا أعرفه).
أرجو الانتباه إلى عبارة "مشروع تسلح كبير" التي وردت في مقال السيد الكاتب، فهل حقاً صرف خمسة مليارات دولار في تسلح جيش تعداد عناصره أكثر من 300 ألف، لشعب تعداده 30 مليون نسمة محاط بست دول، هو مبلغ كبير وفق حسابات اليوم ليعتبر "مشروع تسلح كبير" يهدد شعوب المنطقة لكي يتخوف منه أحد؟ علماً بأن معظم دول المنطقة، ومهما كانت صغيرة، والتي يطالب الكاتب العراق باختيار نهجها، قد صرفت عشرات أضعاف هذا المبلغ على بناء جيوشها وتسليحها بأحدث الأسلحة، ناهيك عن برنامج إيران النووي وبرنامج اليمامة السعودي اللذين يكلفا البلدين مئات المليارات من الدولار.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل المطلوب من العراق الديمقراطي أن يكون بلا جيش وبلا قوة دفاعية ولا حول له ولا قوة في هذا العالم المصاب بسعار سباق التسلح المحموم، والعراق هو المستهدف أكثر من غيره من قبل إيران وتركيا وسوريا كما اعترف بذلك السيد الكاتب؟
أود التأكيد هنا أني ضد سباق التسلح، وضد الحروب، وضد أي عدوان من أية جهة وعلى أية جهة. فقد شبع الشعب العراقي إلى حد التخمة من الحروب العبثية التي أشعلها النظام البعثي العبثي خلال أربعة عقود من حكمه الجائر. ولكن هل وصلت البشرية مرحلة تاريخية متقدمة من الحضارة بحيث يستطيع الحمل الوديع أن يعيش مع الوحوش الضارية بسلام وأمان؟ هل حقاً بلغ العالم مرحلة السلام الدائم بحيث يجب حل الجيوش وتحويل جميع معامل صناعة الأسلحة إلى معامل لصناعة الآلات الزراعية والترفيه كما تخبرنا الأدبيات المبشرة باليوتوبيا والمدينة الفاضلة السعيدة؟
المفارقة الكبرى هنا، أنه عندما كان العراق يحكمه نظام دكتاتوري فاشستي يضطهد شعبه ويعتدي على دول الجوار، شجعت الدول العربية وبالأخص الخليجية، هكذا نظام على المزيد من التسلح العسكري وعسكرة المجتمع العراقي بحجة حماية البوابة الشرقية للأمة العربية!!!، ومدته بعشرات المليارات الدولارات لهذا الغرض كدعم للمجهود الحربي ضد "الفرس المجوس" وبدماء العراقيين، ولكن عندما يكون في العراق نظام ديمقراطي مسالم، ومستهدف من قبل دول الجوار المؤدلجة، يطالبه الأخوة العرب بعدم التسلح ولو بالحد الأدنى لحماية حدوده من العدوان الخارجي. والجدير بالذكر أن الدول الخليجية التي دعمت النظام الجائر في التسلح ومدته بعشرات المليارات الدولارات، اعتبرت هذا الدعم بعد سقوط النظام الفاشي ديوناً باهظة على كاهل العراق الديمقراطي كعقاب لشعبه وأجياله القادمة التي لا ذنب لها في تلك الحروب، وترفض هذه الدول التخلي عنها كما تخلت الدول غير العربية عن ديونها على العراق.

والسيد الكاتب يعترف أن العراق مستهدف من بعض دول الجوار مثل إيران التي تتدخل في شؤونه الصغيرة والكبيرة، وتركيا التي تتوغل قواتها في الشمال بين حين وآخر، وسوريا التي تبعث بالإرهابيين لقتل العراقيين وتدمير منشآته الاقتصادية. إذن لماذا يجوز للعراق البعثي العدواني أن يتسلح إلى أقصى حد مع الدعم العربي، ولا يجوز للعراق الديمقراطي أن يكون له جيش بالحد الأدنى من التسلح ليدافع عن سيادته الوطنية؟ علماً بأننا لم نقرأ يوماً في التاريخ الحديث أن الدولة الديمقراطية بدأت العدوان على أحد، إنما الدولة المستبدة هي العدوانية وتبدأ العدوان، لذا يجب الخوف والحذر منها.

والمفارقة الأخرى أن الأخوة العرب عارضوا الاتفاقية العراقية- الأمريكية بحجة أنها تسيء إلى السيادة الوطنية، والتي من بنودها ضمنت أمريكا فيها الدفاع عن العراق وسيادته من أي عدوان خارجي، ولكنهم في نفس الوقت يطالبون العراق الديمقراطي بعدم التسلح ولو بالحد الأدنى. فهل هذا هو الحق والإنصاف؟ وكيف يمكن لهذه الدولة أن تعيش بسلام؟

خلاصة القول، الدولة العراقية الحديثة، لها كل الحق، كأية دولة أخرى في العالم، أن يكون لها جيش مسلح بالسلاح الحديث لحماية شعبه ونظامه الديمقراطي وسيادته الوطنية من العدوان الداخلي والخارجي، لأن الدولة بلا قوة دفاعية، تكون معرضة للعدوان الخارجي، مثلها كمثل الإنسان المصاب بمرض الإيدز (مرض فقدان المناعة)، يكون معرضاً للأمراض المهلكة.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الخمينية ضد مسار التاريخ
- هل محمد خاتمي، إصلاحي حقيقي أم مزيف؟
- أهمية انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- حوار مع القراء حول محرقة غزة
- انتصارات إلهية، أم كوارث؟
- لماذا أرى ميسون الدملوجي أولى برئاسة البرلمان؟
- إلى متى تنجح إيران في سياساتها العبثية؟
- انتقادنا لحماس لا يعني تأييداً لإسرائيل
- ماذا لو كان القائل عراقياً؟
- من المسؤول عن مجزرة غزة؟
- دعوة لحظر العقوبات الجسدية في المدارس
- لولا بوش لكان صدام يحكمهم الآن ب-القندرة-
- ثقافة الحضيض
- إلى أين تقودنا ثقافة الحذاء؟
- ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!
- هل الانهيار قريب؟
- محنة أهل القرآن وأهل الإنجيل
- (بنات يعقوب) رواية جديدة لمحمود سعيد
- وأخيراً انتصر العقل...!!
- الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق


المزيد.....




- حدث جوي نادر سمح للناس برؤية الأضواء الشمالية في أمريكا؟! هل ...
- الكويت.. تداول مقاطع فيديو للحضور الأمني حول مجلس الأمة بعد ...
- واشنطن تمنح كييف حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 400 مليون د ...
- فيديو لمعلمة تصفع طفلاً من ذوي الإعاقة يثير موجة استياء في ا ...
- كوريا الشمالية تعتزم نشر راجمات صواريخ جديدة ستحدث -تغييرا ن ...
- أوكرانيا باتت وسيلة إيضاح لأصدقاء روسيا
- فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية يحمل خطرًا جديدا ...
- طلاب أمريكيون يغامرون بمستقبلهم من أجل العدالة في غزة
- هجوم شرس على بايدن بعبارة -من تظن نفسك بحق الجحيم؟-
- السلطات الأوكرانية تجلي مئات السكان غداة هجوم برّي روسي على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - لماذا الخوف من تسلح العراق الديمقراطي؟؟